5999 حالة سرطان جديدة كل عام قى الاردن
داما الكردي … اعلامية اردنية
هناك اختلاف واضح للتعامل الفردي والمجتمعي اليوم مع مرض السرطان عامّة، وسرطان الثدي على وجه الخصوص، وخصوصية سرطان الثدي تحديدًا والتي تأتي من أبعاد مختلفة لها علاقة بالمرأة وجسدها وصحّتها، وربما يأتي التعامل المجتمعي اليوم مع مرض السرطان عامّة، وسرطان الثدي خاصّة، بشيء من الاعتياد، حيث انتشار المرض وكثرة الإصابة به، إذ تفيد الإحصائيات بأن “سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا لدى النساء وثاني أكثر شيوعًا في أمراض السرطان عمومًا.
فإذا كان الحال مع المرأة التي أصيبت بسرطان الثدي قاسيا إلى مستويات مختلفة بحسب معايير كثيرة كالوعي والنشأة والتعليم وغيرها، فكيف يكون الحال مع إصابة الأطفال بالسرطان، إنه لأمر شاق على النفس أن تصادف عيناك طفلًا يعاني من مرض عضال وخطير كالسرطان، لذا فإن الله مثل ما خلق المرض كحكمةٍ دالة، فقد خلق القلوب الرحيمة التي تتضرع أولا لله بأن يشفي كل مريض، ثم يسعى أصحابها بكل ما أتوا من رحمة للمساعدة الجادة في علاج هؤلاء الأطفال الذين امتلأ بهم العالم المتحضر والثالث على السواء، وتأتي هذه المساعدات في صورٍ شتى، منها مؤسسات العلاج التي تتنبنى تقديم رعاية طبية شاملة منذ اكتشاف الأمراض حتى المحاولات الجادة وصولا للشفاء والتعافي.
الطفل “رمضان” أحد هؤلاء الذين ابتلى الله ذويه بمرضه، طفل بوجه ملائكي يجعل قلبك يخفق إشفاقا وحزنا لمصابه، وقد تتساءل كيف يداهم المرض هذا العالم الطفولي الذي لم تتخط سنوات عمره السبع سنوات، وقد تم تشخيص الأعراض لدى “رمضان” بأنها روماتيزم وتسمم بالدم وأُجريت له فحوصات تأكد بعدها إصابته بسرطان الدم “اللوكيما”، فوقع خبر إصابته هذا على أسرته الصغيرة كالصاعقة، أولا لأنها أصيبت في أعز ما تملك، وكذا لأنهم لا يملكون المال الكافي لعلاج المرض بمراحله التي تعد مجهولة وإنما قد تتطلب أموالا طائلة وآلافات، لكن الأم الصابرة القوية الحنون تقول “عندما يبتلينا الله يضع في قلوبنا الصبر وأنا راضية بما كتب الله لنا بيده الشفاء وهو على كل شيء قدير”، ولأن جزاء الإحسان لا يكون سوى الإحسان، والصبر على البلاء درجة كبرى من درجات الإحسان، فقد أحسن الله للأسرة المكلومة، حيث وُجد المتبرعون بالزكاة الموجهة للمرضى، من هؤلاء الذين يحملون بين جوانحهم قلوبا مشفقة لينة رحيمة، وعبر مؤسسة الحسين للسرطان التي تلقت فتوى رسمية من مجلس الإفتاء الأردني أهلتها لتلقي زكاة الأموال وتخصيصها لمعالجة مرضى السرطان الأقل حظا تتكاتف الجهود بمبادرات طيبة، وذلك لمد يد العون للمرضى الأقل حظا بصرف النظر عن العمر والجنس والجنسية ممن لا يملكون القدرة المالية على تكاليف العلاج الباهظة، ولأن الخير يدوم ما دامت الحياة، تمثل مثل هذه المؤسسات العلاجية طاقة أمل كبيرة، حيث تكون عند حسن الظن بها وتجد الحالات المصابة نفسها وقد انتقلت إلى مرحلة جديدة من الحياة مليئة بالأمل بعد التعاف، إنه الخير الذي يستمر في سياقه، إذ يتم صرف جميع التبرعات بالكامل لصناديق الخير والزكاة لتغطية علاج المرضى.
ولننظر كيف أن الزكاة أمر ذو نفع للناس جميعا، لذا فرضت وحث عليها الدين، فقد فنجد مثلا أموال الزكاة تصرف على علاج مئات المرضى، وتزيد مساعي الخير في هذا السياق بإطلاق الحملات الإيجابية، وخصوصا في شهر رمضان الفضيل لمضاعفة الأجر والثواب، وكذا تأكيد الخير في علاج غير القادرين الذين يعانون وهم ينتظرون بلائحة انتظار قد تطول، بينما تعطي الزكاة بصيص الأمل للتشبت بالحياة.
ومن المهم والإيجابي في هذا السياق أن تكون مؤسسات الخير غير ربحية، وهذا ما يحدث ويمثل صورة إيجابية في بعض الدول العربية ومنها الأردن، الذي يضم هذا المركز لمكافحة السرطان في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط وتتضمن مهامها جمع التبرعات والتنمية وحشد الجهود الدولية والمحلية لمكافحة السرطان وتنفيذ برامج الوقاية من المرض والكشف المبكر عنه وتوفير تأمين رعاية لضمان تغطية العلاج ودعم المرضى الأقل حظا.
ويسجل الأردن خمسة آلاف وتسعمائة وتسع وتسعين حالة سرطان جديدة في كل عام بين الأردنيين كما يستقبل حوالي خمسة آلاف وستمائة حالة سنويا، وتتم متابعة أربعة وعشرين ألف مريض وعلاجهم بشكل يومي.
